أطول دراسة في تاريخ البشرية دراسة هارفارد: مالذي يجعل الإنسان سعيداً؟

أطول دراسة في تاريخ البشرية دراسة هارفارد: مالذي يجعل الإنسان سعيداً؟

أطول دراسة في تاريخ البشرية: مالذي يجعل الإنسان سعيداً؟

دراسة لجامعة هارفارد Harvard العريقه لمدة تجاوزت 80 عاماً و 7 أجيال من الباحثين" للإجابة على:

  • مالذي يجعل الإنسان سعيداً ؟
  • هل المال أو الجاة كانا من ضمن الأولويات؟
  • كيف تأثيرها على الصحة النفسية والشخصية ؟

 في كثير من الدراسات التي بدأ العمل عليها في الإجابة على مالذي يجعلك سعيداً كان الجواب دائماً (أن أكون غنياً) وكانت هذه إجابة 80% من الأسئلة حول مالذي يجعلك سعيداً ولكن أرادت جامعة هارفارد أن تدرس حقيقة هذه النتائج وهذا السؤال ؟

من خلال متابعة حياة مايفوق على 724 شخص من عام 1938 حتى عام 2018 : الدراسة تلخّصت في متابعة حياة هؤلاء الأشخاص من الطفولة حتى الشيخوخة والعيش معهم ودراسة ظروفهم وسؤال أهاليهم ومتابعة نجاحهم وسعادتهم وحزنهم.

دراسة كهذه كانت بالنسبة لـHarvard شاقّة وغير اعتياديه والسبب كان موت البعض وعدم تجاوب الآخرين وعدم إيمان البعض بنتائج الدراسة ولكن كان هدفهم معرفة أساس سعادة البشر والعمل على خلق الأثر في محاولة الإجابة على السؤال.

كان 60% ممن شملتهم الدراسة أحياء عندما وصلت هارفارد إلى النتيجة النهائية وأعمارهم كانت في التسعينات. ولإكمال الدراسة وتوسّعها فإستعانت هافارد بـ2000 طفل حالياً لإكمال النتائج والوصول إلى دقة أكبر واستمرارها كان لدراسة مختلف الأجيال والإهتمامات.

 

الدراسة : قُسمت الدراسة الـ724 شخص إلى مجموعتين

  • المجموعة الأولى : ناس متعلّمة تعليم جيد وخريجي جامعات ويحملون درجات علميه وبعد تخرّجهم قاموا بخدمة بلدهم من خلال الوظائف أو المساعدة في خوض الحرب العالمية الأولى
  • المجموعة الثانية : كانوا عبارة عن شباب من أحياء فقيرة لم يكن أهاليهم ذوو مال أو مناصب وحتى بعضهم لم يكن يجد الماء الدافىء ولا الطعام بشكل يومي. ولكن حتى لديهم منازل يسكنون فيها.

 وخلال الـ80 عام : بعضهم أصبح رئيس أمريكا والبعض الآخر أمتلك مصانع وناطحات سحاب، بعضهم بدأ رحلة النجاح من الصفر والآخر كانت هارفارد تتابعه وهو في منحدر السقوط والإفلاس وصولاً إلى المحاكم ودور المسنّين .

باحثي جامعة Harvard حتى هذه اللحظة يتابعون جميع المشاركين الأحياء ويعطونهم أسئله ويتابعون حياتهم ليتأكدوا من نتائج دراستهم، بل تعدّوا هذه المرحلة ليتابعوا حياتهم الصحية والإجتماعية ومقابلتهم أثناء سفرهم.

نتائج دراسة هارفارد

أعظم ماتوصّلت له الدراسة خلال كل هذه الفترة : "العلاقات الجيّدة تجعل حياتك أفضل وأسعد" وأهم 3 دروس وجدها باحثي Harvard في هذا الرسالة هي كالتالي :

  • العلاقات الإجتماعية الرائعة مهمّة للجميع.

الأشخاص الذين يملكون علاقات إجتماعية أكثر ويحاولون بناء علاقات مبنية على العطاء هم أفضل حالاً وأطول عمراً ويشمل العلاقة مع الأهل والأصدقاء و الزملاء والعكس الأشخاص الذين يبنون علاقاتهم على مصلحة فلا يجدون السعادة فيما يفعلون.

  • العلاقات تعتمد على النوع وليس الكم

 لا تعتمد العلاقات الجيّدة على عدد الأشخاص أو الناس الذي تعرفهم ويعرفونك ولكن على نوعية هؤلاء الأشخاص وإلتزامهم معك وصدقهم في حياتك الشخصية والعملية ومحاولة أن تكون أفضل كل يوم.

وأكبر مثال على ذلك هو وجود الأشخاص بجانبك عندما تسوء الأمور أو الظروف حيث الجميع سيكون بجانبك عندما تكون أمورك جيّدة وناجحه ولكن هذه أحد أهم العوامل لقياس مدى وقوف الأشخاص بجانبك كنوع وليس كم.

  • العلاقات الجيّدة لا تحمي الجسد فقط ولكن تحمي الدماغ والروح.

لاحظ علماء هارفارد بأن الأشخاص الذين وصلوا إلى أعمار 80-90 بعلاقات جيدّة كانوا يملكون ذكريات جيّدة ورائعة وجميلة تجعل حياتهم في الأعمار المتأخرة أجمل وأسعد وهذا الشعور كانت تجاربهم في شبابهم وتطّلعهم .

الدراسة أشارت إلى أن العلاقات الجيّدة لا تعني أنه لا يوجد هناك أيام سيئة بين الطرفين أو الزوجين أو الشريكين ولكن إيمان كل طرف بالآخر بأنه موجود عندما تسوء الظروف وعندما يحتاج أحد إلى الآخر هو مايجعل الظروف الوقتية ليست هي الذكريات التي تبقى

العلاقات الجيّدة مع الآخرين هي أحد مفاتيح السعادة والعطاء هو أحد أركانها ولكن كوننا كبشر نظراتنا قصيرة ونبحث عن مايُصلح أمورنا بشكل سريع متناسين مايمكن أن يُؤثر على حياتنا على المدى الطويل وهي العلاقات.

أشارت الدراسة بأن العلاقات وبناءها والمحافظة عليها والإلتزام بالتعامل الجيّد والمعطاء دوماً ليست سهلة أبداً وتتطلب حكمة عالية وتجاوز عن الخطأ و نسيان وإيمان بظروف الغير وهي علاقة واستثمار طويلين.

كثير منا لا زال يؤمن بأن النجاح والمال والشهرة هي طريق للسعادة وقد تكون كذلك في مدة معيّنه ولكن عندما يتقدّم الإنسان بالعمر وتتغير الأولويات ويبني الذكريات وينظر إلى حياته الماضية يبقى ماتركته لمجتمعك وعائلتك وأصدقاء ومحبّيك هو أعظم مايمكن تذكّرك به وهو حقاً مايجعلك سعيداً.

الحياة قصيرة ولا يوجد وقت للكراهية والعداء ومحاربة الناس والبحث عن أخطاءهم والتكلّم فيهم. دائماً ابحث عن الوقت للمحبة والعطاء والبناء والأثر وبناء العلاقات المميزة والمفيدة ومساعدة الغير وتقوية ماضعف منهم لأن هذا ماتحتاجه عندما تكون ضعيفاً.