مستقبل الثورة الصناعية الرابعة 4.0

مستقبل الثورة الصناعية الرابعة 4.0

د. عبد الرحمن الجاموس / دكتوراه في استراتيجيات الأعمال

تناول المؤسس والمدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي الدولي بجنيف «كلاوس شواب» ما سمَّاه الثورة الصناعية الرابعة بمقال تحت عنوان «الثورة الصناعية الرابعة: ماذا تعني؟ وكيف نستجيب؟

حيث ميز شواب بين ثلاث ثورات صناعية سبقت التغيرات التي يتناولها مقاله. فالثورة الصناعية الأولى اعتمدت على الماء وقوة البخار لميكنة الإنتاج، واستغلت الثورة الصناعية الثانية استغلت الطاقة الكهربائية من أجل الإنتاج بكميات أكبر وعلى نطاق أوسع وبناء خطوط الانتاج، بينما استخدمت الثورة الصناعية الثالثة الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات لتحويل حركة العمل لإنتاج يتم بصورة آلية.

أما الثورة الصناعية الرابعة فعلى الرغم من ان انها قامت على إنجاز الثورة الصناعية الثالثة الا انها تتميز بكونها ثورة رقمية تمزج بين التكنولوجيات المتعددة، وتشوش الحدود بين المجالات المادية والرقمية والحيوية.

السبب الذي يجعل الثورة الصناعية الرابعة ليست مجرد امتداد للثورة الصناعية الثالثة؟

يرجع شواب جعل الثورة الصناعية الرابعة ثورة بحد ذاتها الى ثلاثة أسباب:

  • السرعة التي واكبت التقدم المعرفي الحالي سرعة عالية في الظهور والتطبيق.
  • المدى الواسع للتغيرات حيث يشمل عرقلة كل الصناعات نظرًا لمستجدات التطورات التكنولوجية.
  • الأثر الذي ينذر بتحول أنظمة كاملة من الإنتاج والإدارة والحكم أيضاً كالدور الذي س/ ي/ لعبه الذكاء الاصطناعي في شتى مناحي الحياة.

الثورة الصناعية الرابعة لا يمكن حصرها في الذكاء الاصطناعي فقط، بل لابد من الانتباه للمفاهيم الجديدة المسماه بالتعلّم العميقDeep Learning  الذي يقوم على مبدأ فائق من خلال معالجة كميات كبيرة من البيانات في الوقت الفعلي لاتخاذ قرارات فعالة.  

 التغييرات المستقبلة للثورة الصناعية الرابعة 4.0

تنطلق الثورة الصناعية الرابعة من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الثورة الثالثة، خاصة شبكة الإنترنت وطاقة المعالجة (Processing) الهائلة، والقدرة على تخزين المعلومات، والإمكانات غير المحدودة للوصول إلى المعرفة. فهذه الإنجازات تفتح اليوم الأبواب أمام احتمالات لامحدودة من خلال الاختراقات الكبيرة لتكنولوجيات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم المواد، والحوسبة الكمومية، وسلسلة الكتل (Blockchain)، وغيرها.