يعتبر ڤوكا VUCA من المصطلحات المعاصرة في الادبيات، وتم استخراجه من اربع كلمات انجليزية هي:

• التقلب Volatility 
• عدم اليقين Uncertainty
• التعقيد Complexity
• الغموض  Ambiguity

وقد تم نحت هذا المصطلح بداية في الادبيات العسكرية في كلية الحرب الأمريكية لوصف حالة التقلب وعدم اليقين والتعقيد والغموض المتزايدة في عالم متعدد الأطراف نهاية الحرب الباردة، لكن سرعان ما تم نقله الى عالم الاعمال ليصبح من ابرز الأفكار المعاصرة في مجال القيادة والاستراتيجية، وقد استعرضه كل من الباحثين ناثان بينيت وجيمس ليموان في مقال تم نشره في هارفارد بزنس ريفيو عام 2014.

 التقلب Volatility

ويعبّر التقلب عن ديناميكية التغيير، وهنا لا أفضل ان استخدم مصطلح "الثبات" كمصطلح معاكس للتغير، لانه من الخطأ بمكان ان نقول أن هناك بيئة ثابتة، فجميع البيئات متغيرة، البيئة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية جميعها باتت ديناميكية وفي أحسن الحالات يمكن وصفها بأنها مستقرة. ففي عالم اليوم استفحل الأمر على صُناع القرار لدرجة بات "الاستقرار" من الأمور غير المؤكدة، واصبح "المؤكد" والذي يمكن التعامل معه كحالة "مستدامة" هو "التغيير"، وحتى البيئة الاجتماعية والعادات والتقاليد اصبحت متغيرة، فكثير من العادات تغيرت خلال العقدين الاخيرين، لهذا لابد من دراسة بعد التقلب ليتم التعرف غلى سرعة القوى المُغيّرة فضلاً عن محفزات التغيير.

عدم اليقين Uncertainty

بمعنى صعوبة التوقع وضعف الإلمام بالمواضيع والأحداث، واتساع نطاق المفاجأة، وعليه على متخذي القرار ان يدركوا انهم وجدوا لكي يتعاملوا مع حالة يعتريها عدم اليقين ونقص المعلومات، وان أي متخذ قرار يتوقع ان مسؤوليته تتوقف على اتخاذ القرارات في ظل توفر كامل المعلومات عليه ان يعيد النظر في اسلوب تفكيره، ففي عالم اليوم عندما تكتمل معرفتنا حول ظاهرة ما نقوم باتمتتها لتصبح منفذة بواسطة انظمة المعلومات، مما يعني انه على متخذي القرار ان يدركوا حقيقة بسيطة مفادها أنهم وجدوا لكي يردموا ويجسروا فجوة المعلومات والمعارف ويزيلوا عدم اليقين من خلال خبرتهم ومهارتهم ودرايتهم وحكمتهم وحصافتهم وقدراتهم على الاستنباط والاستنتاج التي "قد" تستعصي على انظمة المعلومات المبرمجة.

التعقيد Complexity

تعقيد القوى، واختلاط القضايا، وعدم وجود سلاسل واضحة من السبب والأثر والإرتباك الذي يحيط بالمنظمة.

الغموض  Ambiguity

غموض الواقع، وقابلية إساءة الفهم، واختلاط معاني الظروف؛ وتشوش العلاقة بين السبب والأثر.

وخلاصة القول، تتمثل أهم معالم عالم الاعمال بالتقلب والتعقيد والغموض وفي حالة يعتريها عدم اليقين، لهذا على متخذي القرار ان يولوا الاهتمام بمكونات VUCA في عالم الأعمال والسياسة والاجتماع .

ينبغي ان تتسق قرارات صُناع ومتخذي القرارات مع الظروف المحيطة، وان يفكروا عند اتخاذ القرارات بعقلية الغد فأعمال اليوم ينبغي ان تُدار بعقلية الغد لا الامس، كما ينبغي عليهم ان يدركوا التغيير الهائل خارج أعمالهم وان يتسق تسارع التغيير الداخلي مع تسارع الأحداث في الخارج، وان يستجيبوا للتغير وان لا يقفوا في وجهه، رغم قناعتنا ان لكل مرحلة روادها، وقد يكونوا من الرواد الجدد أو من القدامى ذوي المرونة العالية، قد يصعب على البعض الاستجابة لهذا يُقال مناهج الرخاء لا تخرّج قادة الأزمات!