اقتصاد العالم يمر بمرحلة بلا نظرية
الدكتور عبد الرحمن الجاموس
دكتوراه في إستراتيجيات الأعمال
لم تعد التغييرات التي تواجهها المجتمعات والمنظمات اقتصادية أو سياسية فحسب، بل أصبحت تغيرات في السكان والسياسة والمجتمع والفلسفة وقبل كل شيء في الرؤية، ومع تلك التغيرات أصبحت النظرية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التقليدية غير صالحة لهذه المرحلة، ويرى البعض بأن المرحلة الحالية مرحلة بلا نظرية وستستمر لفترة، وباتت الثقة بالقدرة على التنبؤ بما سيأتي مسألة تثير الشك، لكن الثابت في ذلك الإدراك لطبيعة الموقف واتجاهاته الإدارية ومناهجه في فهم الظواهر الاقتصادية والإدارية؛ أن أحداً لا يستطيع نكران أن منظمات الأعمال تعيش في بيئة باتت أهم ركائزها تتوقف على إجابة عن تساؤل أدركه خبراء الإدارة ووضعوه في أهداف المنظمات، وباتت تجيب عنه الإستراتيجيات، إلا أنه للأسف هناك العديد من المنظمات العربية الخدمية منها أو الصناعية، الحكومية والأهلية تقوم بتحليله دون الاجابة عليه، ويتركز هذا التساؤل حول قضية مستقبل المنظمات، وكيفية صناعة هذا المستقبل.
تبحث منظمات الأعمال عن طريقة لتجاوز إشكالية عيش المستقبل إلى كيفية صناعته، لان الإستراتيجية الناجحة للمرحلة القادمة تتركز على صناعة المستقبل، ولا شك أن صناعة المستقبل هي مجازفة صرفة تنطلي على مخاطر البيئة المحيطة، ورغم تلك المجازفة إلا أن المحاولة أقل خطراً من عدم محاولة صنع المستقبل (دركر، 2004، 95، 95). هذا الأمر يستدعي من منظمات الأعمال ان تعمل جاهدة من أجل تبني التفكير الإستراتيجي عبر صياغة الرؤى والخطط وبرمجة الأهداف الإستراتيجية، رابطة ذلك بهيكلة حصيفة للموارد التنظيمية المادية منها والبشرية مع تبني عن ارادة وصدق لمبادئ الرقابة الإستراتيجية المقترنة بتقنيات تقييم للأداء الإستراتيجي بشكل يسهم في تحقيق غايات التخطيط الإستراتيجي.