نموذج غرف التغيير الأربع
نموذج الغرف الأربع للتغيير
د. عبد الرحمن الجاموس
يصف النموذج المراحل المختلفة في رحلة التغيير للفرد والآخرين من حوله، من خلال شقة من أربع غرف، يعيش فيها الفرد وينتقل بينها في مراحل حياته وفقاً لتصوراته وتطلعاته، وهي: القناعة، الإنكار، الارتباك، التجديد.
ماهي هذ الغرف؟وما العمل معها؟
قدم النموذج عالم النفس الاجتماعي السويدي Claes F Janssen ، لوصف ما يحدث للأفراد والمنظمات التي تمر بمرحلة انتقالية، يساعد على فهم كيفية قيامنا أو ممن حولنا بالتغيير وبالتالي، معرفة كيفية مواجهة عملية التغيير بشكل يعزز الإنتاجية ويحقق جودة النتائج.
يقترح النموذج أنه من حيث تصوراتنا وعواطفنا ومعرفتنا وتطلعاتنا وأفعالنا في أي موقف تغيير، نبدأ في غرفة القناعة ونتحرك عبر الغرف الأخرى أثناء تفاعلنا مع التغيير، كمراحل تغيير صالحة وطبيعية، ولا يمكن أن نقضي وقتا طويلاً في أي منها. لينتهي بنا الأمر مرة أخرى في غرفة القناعة.
يقول يانسن: إنه بينما نتغير ونتطور كبشر، فإننا باستمرار ندور حول هذه الغرف الأربع. تمثل كل منها حالات نفسية أساسية يبدو أن جميع الناس يمرون بها في دورات أقصر أو أطول من حياتهم.
غرفة القناعة
أنت موجود في حالة رضا تام لما هو حولك، لا تبرز لك أي حاجة إلى التغيير، تركز طاقتك على الحفاظ على نظامك، فهو جيد، أنت مركز ومسيطر ومتمكن وتعرف ما تقوم به. في هذه الغرفة أنت غير مهتم بالتحسينات كل ما عليك هو ضبط وصيانة النظام "إذا لم يتم كسرها، فلا تقم بإصلاحها".
للخروج من هذه الغرفة قم بإجراء مراجعات منتظمة واستمر في أنشطة قياس وعمل المقارنات المرجعية للتأكد من أنك ما زلت في المكان الصحيح. عندها تظهر الحاجة إلى التغيير. قد يكون حدث أو شخص أو تقنية ما، قد يكون تحدياً داخلياً أو خارجياً ويكون قد حان الوقت للانتقال إلى الغرفة الأخرى.
غرفة الإنكار
ردة الفعل الأولى تجاه التغيير هي الإنكار، وهو ليس سيئاً دائماً، إنه آلية دفاعية حيوية تساعدنا في وضع الأولويات في الاعتبار وتمنعنا من الانحراف عن المسار، تتعرض لضغوط المطالبة بالتغيير، الذي يشكل مصدر إزعاج قد تستجيب له بدرجات متفاوتة من الغضب والتجنب والإحباط.
وسيستمر الإنكار إذا كنت غير مقتنع بالتغيير فتصبح سلبياً مما يضائل فرص نجاحك، ولكنك غالباً ستقر عاجلاً أم آجلاً به، من خلال التغير في المعلومات والمشاعر والحصول على النصائح من حولك ، وتصبح مقتنعًا بأن التغيير الذي يسبقك هو حقيقي وهام ويتطلب استجابة ذكية.
التغيير المهم سيثبت نفسه ولن يختفي، وفي النهاية سوف تدرك الحاجة للاستجابة، اعمل على خلق البيئة المناسبة لنفسك وللأشخاص من حولك لتشعر بالراحة والأمان للتحدث وتقديم المدخلات. كن هادئًا ولا تفرض السرعة واستعد للغرفة التالية.
غرفة الارتباك
أنت مشوش الذهن،الطريقة القديمة غير واضحة والطريقة الجديدة غير واضحة. كيف أبدأ مع الجديد؟ العيش في هذه الغرفة يعني العيش مع عدم اليقين واللبس والكثير من الإشاعات والمعلومات المتناثرة، التي تعمل على تجميعها، مما يحملك عبئاً إضافياً إلى جانب ضغط العمل.
وفي تلك المرحلة قد يساعد جمع الأشخاص معًا، والانسيابية والشفافية في تداول المعلومات، والمساهمة بالأفكار، والتركيز على الأهداف قصيرة المدى في الحفاظ على الالتزام. عندها تبدأ الصورة الجديدة في التكون. في هذه المرحلة، ستخرج بسرعة من غرفة الارتباك إلى آخر الغرف الانتقالية: التجديد.
غرفة التجديد
هذه غرفة ذات طاقة عالية وأفكار إبداعية. الأهداف مركزة بشدة، وأنت محتمس للغاية لتحقيقها. إنه مكان مليء بالإمكانيات لتحقيق أفضل حل أو نتيجة للتغيير. أنت سعيد، ومنفتح على التغيير ومستعد للمخاطرة، وتجربة الممارسات الجديدة، وعلى استعداد لوضع الطاقة في مسار جديد.
في هذه المرحلة يتم تحفيز الأفراد وتنشيطهم لإنشاء إطار شامل وصحيح لتوجيه هذه الطاقة إلى النتائج .ومواجهة تحديات في فهم وتحديد البنية والهيكلة الجديدة والأهداف والجداول الزمنية لتحقيق التوازن الصحيح الذي يقودك للاستمتاع بالاندفاع وجني ثمار التجديد.
يتراجع التجديد بمرور الوقت، فمن المرهق البقاء دائماً في غرفة التجديد، إذ أنه من الطبيعي أن يقودك التجديد إلى حصاد الثمار والعودة إلى غرفة القناعة والرضا، لقد نجحت في الوصول إلى هدفك، وعادت الحياة مريحة من جديد.
يظهر دور قادة التغيير في كل غرفة من الغرف الأربع ولكنها تظهر بشكل أكبر في غرفة الارتباك، حيث يحتاج الأفراد للمساعدة في الحصول على الموارد اللازمة والتنسيق مع الآخرين للحصول على الوضوح المطلوب.
وأخيراً، فإن الإقامة في أي غرفة ليست سمة من سمات شخصية الشخص؛ إنه مكانه في هذا الوقت وفيما يتعلق بهذا التغيير بالذات، في الوقت المناسب سينتقل إلى الغرفة المناسبة. تم إضافة عدد من الغرف لاحقاً من قبل المختصين، مثل "قبو اليأس" التي اعتقدها يانسن أنها غير ضرورية وقد تكون مصدر تشويش.
نموذج غرف التغيير الأربع هو أداة بسيطة للغاية لكنها قوية للغاية تستند إلى فكرة أننا نواجه التغيير في المراحل النفسية والسلوكية. بمجرد أن نفهم هذا، يمكننا البدء في تمكين التغيير الفعال والمستدام من خلال تطبيق الاستراتيجيات المناسبة لكل مرحلة.