قانون غال: لماذا يجب أن تبدأ الأنظمة المعقدة من البساطة
 د. عبد الرحمن الجاموس

ينص قانون غال على أن الأنظمة المعقدة الناجحة تنشأ فقط من أنظمة بسيطة وفعّالة. اكتشف كيف يوجّه هذا المبدأ الاستراتيجية، وتصميم المنظمات، وإدارة المشاريع نحو النجاح المستدام.

في عام 1975، صاغ المنظّر الأمريكي في علم الأنظمة جون غال (John Gall) ما أصبح يُعرف اليوم بـ قانون غال:

“النظام المعقد الذي يعمل بكفاءة هو في الأصل نظام بسيط نجح وتم تطويره.”

أصبح هذا المبدأ أساسياً في التفكير النظامي، والاستراتيجية، وإدارة المشاريع، إذ يذكّر القادة بأن التعقيد الحقيقي لا يُبنى دفعة واحدة بل يتطور تدريجياً من البساطة.

الفكرة الأساسية لقانون غال

 لا يمكن بناء الأنظمة المعقدة—سواء كانت مؤسسات أو تقنيات أو عمليات—بنجاح من البداية إذا صُممت بشكل معقد منذ اليوم الأول. غالباً ما تفشل هذه المحاولات. النجاح يتحقق حين يبدأ النظام بسيطاً وفعّالاً، ثم يتطور ويُوسَّع بشكل تدريجي.

فوائد تطبيق قانون غال

• تقليل المخاطر: تجربة النماذج البسيطة قبل التوسع يقلل من احتمالات الفشل الكبير.
• نمو مستدام: الأنظمة البسيطة تسمح بالتطوير التدريجي والتحسين المستمر.
• مرونة تنظيمية: يشجع التقدّم المتدرج بدلاً من التعقيد الفوقي الجامد.
• تحفيز الابتكار: يوفر مساحة للتجربة دون استنزاف الموارد.

تطبيقات عملية

• الاستراتيجية المؤسسية: البدء بمشروع تجريبي صغير قبل تنفيذ برنامج التحول الشامل.
• الأنظمة الصحية: إنشاء عيادات أو منصات رقمية محدودة، تحسينها، ثم التوسع على المستوى الوطني.
• تطوير التكنولوجيا: إطلاق منتج أولي (MVP) ثم توسيعه تدريجياً إلى تطبيق كامل.

مثال

بدأت أمازون كمتجر كتب إلكتروني بسيط. نجاحها التدريجي سمح لها بالتوسع إلى اللوجستيات والحوسبة السحابية والتجارة الإلكترونية العالمية. ولو حاولت أن تبدأ كمنصة شاملة منذ اليوم الأول، لكانت فرص الفشل أكبر بكثير.

يُذكّرنا قانون غال بحقيقة أساسية: البساطة هي أساس التعقيد المستدام. على القادة مقاومة إغراء بناء أنظمة ضخمة منذ البداية، والتركيز بدلاً من ذلك على تطوير أنظمة صغيرة ناجحة يمكن أن تنمو بمرور الوقت إلى هياكل متكاملة ومعقدة.